نحنُ والحرب الروسية الأوكرانية وأمريكا
بقلم: بكر أبو بكر
ذهب الكثيرون لتفسير سبب الحرب الروسية على أوكرنيا مذاهب عدة، فمنهم من أرجعها لأسباب صراع الهيمنة والسيطرة والتمدد الجيوسياسي الغربي أو الشرقي وما بينهما من نهم التوسع واظهار القوة والفكر الاستعماري الامبراطوري، وفي سياق معادلة القوة ومساحات النفوذ وتحقيق الأمن والرأسين أوأكثر في العالم.
ومنهم من افترض صحة الرواية الروسية أن الاجتياح الروسي جاء لحماية سكان الجمهوريتين المنفصلتين بسكانها الروس في أوكرانيا.
وتجد من المحللين من أرجع الحرب والأزمة أساسًا للمصالح الاقتصادية أو للاقتصاد السياسي ما نرى أثره بالتخوف الأمريكي الكبير نتيجة التوغل الروسي في أسواق أوربا عبر الغاز والنفط والمنتجات الروسية (والصينية) الأخرى ما هو بالحقيقة مزعج لأي عقلية غربية امبراطورية كما العقل الامريكي الاستعماري.
ومنهم من أرجعها لغنى الأرض الأُكرانية زراعيا وصناعيًا وموقع جغرافي، ما هو مثبت بالأرقام، وذهب البعض لاتهام الرئيس الروسي بأنه شخص عنصري حالم بارجاع الامبراطورية السوفيتية، أو القيصرية الروسية، والبعض اتهمه-في سياق الحرب الاعلامية بالحقيقة-بأنه قومي متطرف وأيضًا أنه حليف للكنيسة الأرثوذكسية الروسية الى الدرجة التي تم تصويره فيها أنه يتبع أثر الأمير فلاديمير الأول (978-1015م) أمير كييف الذي أدخل المسيحية للمنطقة، كما تم تبشيعه بتصويره وكأنه هتلر (قومياً) أو كأنه (أبوبكر البغدادي) بالتعصب الديني! وهو سياق الاعلام الغربي المهيمن والقدرة المسيطرة فيما وراء الشابكة على استخدامه.
في تحليلات أخرى أرجعت الأمر للابتعاد الأوربي وعلى رأسه الألماني عن الولايات المتحدة الأمريكية تجاريًا، ما سيقوّي النفوذ الروسي، لاسيما والتمدد الروسي اللطيف (والصيني أيضًا وهو المشار له بالمثل العامي: الكلام معك واسمعي يا جارة) في أوربا والعالم، وفي ظل مطالبات الرئيس الامريكي السابق "دونالد ترامب" (الصهيوني والمتدين المتشدد) لأوربا بحماية نفسها وبداية التفكير بالانسحاب الأمريكي للداخل.
التحليلات التي نظرت للأمر من الزاوية المصلحية الاقتصادية، تلك المصالح النهمة التي لا تشبع منها الطبقة الثرية والسياسية الحاكمة "البلوتوقراطية" كتبنا فيها مقالًا، ولا نختلف مع السائرين في هذا المذهب التحليلي كثيرًا.