مخاطر التدخين
مخاطر التدخين
لا تقتصر مخاطر التدخين على الجهاز التنفسي فحسب بل إن مخاطره تجتاح العديد من أعضاء الجسم وإن كانت هذه المخاطر تأتي بشكل غير متوازي أو تأتي تباعاً. علماً أن مخاطر التدخين ليس فقط مرتبطة بمكونات التبغ المستعمل في السجائر العادية أو بكون السجائر الإلكترونية ولكنها تتعدى ذلك لتؤثر هذه المكونات عند احتراقها في الجو مما يزيد من نسب التلوث العام ويرفع العبء البيئي التحسسي في العالم من حولنا. أثناء التدخين تدخل أكثر من 150 مادة في تركيبة التبغ إلى جسم الإنسان، أشهرها القطران والنيكوتين والأصباغ المختلفة عدا عن ازدياد نسبة أول اكسيد الكربون خاصة عند مدخني الشيشة، وهذه المخاطر تبدأ بالتأثير بمجرد دخول دخان السجائر أو الشيشة الى الجهاز التنفسي حيث تعمل على اثارة الغشاء المخاطي وزيادة الافرازات الطبيعية لينتهي تأثيره بإحداث تغيرات مختلفة في ذلك الغشاء مثل ازياد في السماكة وتسهيل التغيرات التليفية فيه.
ونزولاً الى الحويصلات الهوائية والشعيبات الصغرى فإن كمية الدخان المستعمل وعدد السجائر المدخنة تؤثر عكسياً على قطر الشعيبات الصغرى حيث انه مع ازدياد نسبة التدخين ودخول المواد التبغية الى الشعبيات الصغرى يتضاءل قطر القصبة وتزداد سماكة جدارها وتبدأ التغيرات التليفية فيها بعد ذلك يمتد هذا التغير الى الحويصلات الهوائية مما يجعلها تتسع في الحجم وتتغير ليونة جدرانها وبالتالي تفقد هذه الجدران وتبدأ بالتلاصق مع بعضها البعض لتُكون حويصله كبرى غير قادرة على الحركة الطبيعية ولا تساهم في عملية تبادل غازات الأكسجين وثاني اكسيد الكربون بالطريقة الصحيحة. بالإضافة الى ان مخاطر التدخين لا تقتصر فقط على القصبات والرئة فأول التأثير يبدأ في الحنجرة والبلعوم فهناك العديد من التهابات الحنجرة المزمنة والتي تتمثل بالتغيرات في الأوتار الصوتية سواءً من حيث السعال او بحة الصوت وللأسف سرطان الحنجرة والبلعوم يأتي بسبب الدخان، كما هو الحال في أماكن أخرى عديدة وعلى سبيل المثال لا الحصر سرطانات الشفاه والمريء والقولون والمثانة. ان كل ما تقدم من المخاطر التي يتسبب فيها التبغ الموجود في السجائر العادية أو السجائر الالكترونية او التبغ الموجود في انواع الشيشة أو ما يسمى بالأرجيلة كلها تصب في التغيرات الكيميائية التي تحصل في الدم على شكل اكسدة مبكرة ووجودها بالتالي يؤدي الى تغيرات في الشعيرات الدموية بكافة أنحاء الجسم مثل شرايين القلب
صحيفة جعفر الخابوري الاسبوعيه