من جعل نفسه سبوس... لعبت به الدياي!
مريم الشروقي
maryam.alsherooqi@alwasatnews.com
نستغرب من السادة النوّاب هجومهم على الوزراء، فالمجلس قبل أن يدخله النوّاب الجدد أوالمعاد انتخابهم، أضعفَ نفسه بنفسه، في سابقة لم نعهدْها من أي مجلس نوّاب في العالم قط، وخاصة عندما عدّل لائحته الداخلية، وأيضاً عندما غيّر طريقة استجواب الوزراء!
كيف يشتكي السادة النوّاب على السادة الوزراء وهم لا حول لهم ولا قوّة، ليست لهم إرادة ولا قدرة على الاستجواب، ولا تشريع سطر حتى! كل ما يستطيعون طرحه هو مشروع مقترح برغبة، لا أكثر ولا أقل!
السادة النوّاب بعيدون كلّ البعد عن الشعب، وهم لا يمثّلون صوته للأسف الشديد؛ لأنّ صوتهم نفسه لا يُسمع، هل يستطيع غير القادر أن يساعد أحداً؟! لا... لا يستطيع؛ لأنّه يحتاج إلى من يساعده.
نوّاب الشعب ننصحكم بالالتفات الى لائحتكم الداخلية قبل الهجوم على الوزراء؛ لأنّ العلاقة فُرضت من قبل أن تدخلوا، ولا تستطيعون مواجهة الوزراء؛ لأنّهم أقوى حالًا منكم، واسعوا إلى العمل من أجل سماع صوتكم على الأقل!
ما يحدث في مجلس النوّاب الحالي، وأداء النوّاب الضعيف، يجعلنا ننتهي إلى شيء مهم جدّاً، ألا وهو أهمّية رجوع المجلس الوطني 73 بلائحته الداخلية وقوانينه وآلية العمل، فمجلس 73 كان مجلساً للشعب بالتأكيد، وقادراً على استجواب الوزراء، ولديه قوّة على استرجاع حقوقهم وعدم اغتصابها، فهل يستطيع هذا المجلس العمل كمجلس 73؟! بالتأكيد لا!
من «يهُن يسهل الهوان عليه»، والنوّاب رسموا خريطة الطريق في التعامل معهم؛ لأنّهم قبلوا بالفُتات، ولا يستطيعون اليوم (التحلطم )! لأنّ الذي يريد راحة الشعب، وإرجاع أموال الدولة وأملاكها، يجب ألاّ يقبل بما قام به المجلس النيابي السابق!
السّادة النوّاب إمّا أن يستقيلوا أو يقبلوا بالواقع المفروض عليهم، وألاّ يهاجموا أحداً إن قبلوا؛ لأنّهم منذ البداية قبلوا بحقوقهم البسيطة جدّاً، وتنازلوا عن الكثير، ونعلم أنّهم لا يستطيعون تحريك شيء في المجلس؛ لأنّ القرار ليس بيدهم، فهم مجلس تشريعي، لكن من دون صوت ولا حول ولا قوّة!
نقولها للسادة النوّاب، اليوم لا يعجبكم عدم تعاون الوزراء معكم! أين أنتم وأين الوزراء! شيء طبيعي الوزير لا يستقبلكم؛ لأنّ لديه أموراً أهم يقوم بها من أجل التنمية والتطوير! فأنتم إلى الآن محلّك سر والشواهد كثيرة!
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 5227 - الخميس 29 ديسمبر 2016م