نهاية مرحلة
منصور الجمري
لعلَّ أفضل توصيف لما حدث يوم أمس أنها كانت «نهاية مرحلة»، تمثلت في إغلاق جمعية الوفاق. فهذه الجمعية تأسست قبل ١٥ عاماً بعد انطلاق المشروع الإصلاحي لجلالة الملك، على إثر التصويت لصالح ميثاق العمل الوطني في مطلع العام ٢٠٠١. عدد من القيادات والرموز المجتمعية التي ساهمت بفعالية في إنجاح التصويت للميثاق، بادرت لاحقاً لتأسيس هذه الجمعية السياسية لكي تمثلهم، تماماً كما فعلت قيادات ورموز جمعيات واتجاهات أخرى.
ومنذ البداية، فقد كان أمام مؤسسي «الوفاق» خيارات صعبة باستمرار، وكانت ماثلة للجميع قبيل انتخابات ٢٠٠٢. تلك الصعوبات دفعتهم نحو المشاركة في الانتخابات البلدية في مايو/ أيار ٢٠٠٢، ومقاطعة الانتخابات النيابية في أكتوبر/ تشرين الأول ٢٠٠٢. ثم جاء تحدي التسجيل بحسب قانون الجمعيات السياسية في ٢٠٠٥، وبعد ذلك قرار المشاركة في الانتخابات النيابية في ٢٠٠٦، وثم في ٢٠١٠. غير أن الأحداث الجسيمة في مطلع ٢٠١١ ألقت بثقلها على الجميع، ودخلت «الوفاق» في مخاضات عسيرة وصلت يوم أمس إلى الإغلاق.
وإذا كان غلق الوفاق مفاجأة، فإنَّ غلق جمعية التوعية الإسلامية أكثر من مفاجأة. فهذه الجمعية الدينية تأسست في مطلع السبعينات من القرن العشرين، وجاء تأسيسها بعد إعلان الاستقلال، وضمن أجواء الاستعداد لانتخابات المجلس التأسيسي، ولكن تم إغلاقها في مطلع ١٩٨٤. غير أنه، وبعد التصويت على الميثاق تم إعادة ترخيصها، وإعادة بناء مبانيها المتهالكة آنذاك بمساندة رسمية، حتى إغلاقها يوم أمس.
تسلسل الأحداث وصل يوم أمس (١٤ يونيو/ حزيران ٢٠١٦) إلى «نهاية مرحلة» امتدت بالجمعيتين طويلاً، شهدت خلالها البحرين الكثير من التقلبات، وكان للتيار الذي مثلته الجمعيتان دور مؤثر بصورة واضحة. وسواء اختلف المرء، أو اتفق مع ما جرى، وكيف وصلنا إلى ما وصلنا إليه، فإننا نأمل أن تنتصر البحرين بأهلها، بنسيجها المتنوع، وبقدرتها على تجاوز الصعاب بحكمة ربان سفينتها، جلالة الملك حفظه الله.
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 5030 - الأربعاء 15 يونيو 2016م